ومن علامات الساعة التي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما وقع من قتال عظيم في معركة صفين، حيث قتل منهم مقتلة عظيمة،
والمشتكى إلى الله تعالى، وكان أمر الله تعالى قدراً مقدوراً.
فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان، تكون بينهما مقتلة عظيمة، دعوتهما واحدة ...) متفق عليه[1].
وهاتان الفئتان هما من المسلمين وهذا ما جاء مقيداً به في بعض رويات الحديث ويدل على ذلك أيضاً.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(يكون في أمتي فرقتان، فيخرج من بينهما مارقة، يلي قتلهم أولاهم بالحق) رواه مسلم[2].
وإذا قيد هاتين الفرقتين ـ في هذا الحديث ـ بأنهما من هذه الأمة، فقد قيدهما أيضاً بأنهما من المسلمين.
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين، يقتلهما أولى الطائفتين بالحق ) رواه مسلم[3].
والمراد بالمارقة ـ والله تعالى أعلم ـ خروج طائفة الخوارج، عند وجود الاختلاف بين
الطائفتين من المسلمين، يقتل تلك المارقة من هو أولى هذه الأمة بالحق.
وهذا ما حصل فعلاً، حيث مرق الخوارج بعد معركة صفين، حين طلب أهل الشام النزول
إلى حكم القرآن، فقتلهم سيدنا عليٌّ رضي الله عنه في النهروان وحروراء،
وجه الإعجاز الغيبي : هو الأخبار عن حوادث سوف تحدث في المستقبل بعد وفاته.