نشر ناشطون فلسطينيون شريط فيديو يظهر استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي الكلاب البوليسية لملاحقة المتظاهرين السلميين في قرية كفر قدوم شمال الضفة الغربية، والتي تنظم فيها تظاهرات أسبوعية تطالب بفتح شارع القرية المغلق منذ 9 سنوات.
والقرية حالها حال 70 تجمعاً فلسطينياً آخر تعاني بسبب إغلاق مداخلها، الأمر الذي دفع سكانها لسلوك طرق بديلة تحتاج 5 أضعاف الوقت أحياناً للوصول إلى مراكز الحياة الرئيسة.
ويظهر خلال الفيديو كلب بوليسي يهاجم الشاب أحمد شتيوي، البالغ من العمر 24 عاما، وفي مقطع آخر من الفيديو ذاته يهاجم جنود إسرائيليون شاباً آخر يدعى مراد شتيوي، ويرشون على وجهه مادة مخدرة.
وقال الشاب عدي قدومي، الذي قام بالتقاط الفيديو في حديث مع "العربية نت": "لقد صورت آخر اللقطات من عملية الهجوم على الشاب أحمد شتيوي باستخدام الكلب، ولكن الكلب هاجمه مرات عديدة قبل ذلك، ونتيجة لهذا كُسِرَت قدم أحمد".
وصرح القدومي وهو ناشط من القرية يقوم بتصوير قمع الجيش الإسرائيلي للمسيرات الأسبوعية: "بعد كسر قدم الشاب أحمد وتخدير الشاب مراد قامت قوات الاحتلال باعتقالهما واقتادتهما إلى سجن حوارة قرب نابلس، وقد أخبرانا عبر محاميهما أنهما تعرضا للضرب خلال اقتيادهما إلى المعتقل".
وتعكس صورة الفيديو العنف الذي تستخدمه إسرائيل ضد التظاهرات السلمية، التي يزداد عددها في الضفة الغربية، إما احتجاجاً على مصادرة أراضٍ فلسطينية لبناء الجدار والمستوطنات فوقها، أو احتجاجاً على إغلاق مداخل مناطق فلسطينية أو شوارعها الرئيسة بحجج أمنية، كما تعكس المعاناة التي تسببت فيها عمليات الإغلاق لمداخل المدن والقرى الفلسطينية للمواطنين الفلسطينيين.
وسيلة مستخدمة من قبل
وهذه المرة ليست الأولى التي تستخدم فيها إسرائيل الكلاب لملاحقة المتظاهرين الفلسطينين، حيث أعادت الحادثة إلى الأذهان هجمات أخرى للكلاب البوليسية، كان أبرزها مهاجمة امرأة فلسطينية في مدينة بيت لحم عام 2007.
وتغلق قوات الاحتلال الإسرائيلية العديد من الطرق، التي كانت تربط قرى فلسطينية بمراكز المدن الرئيسة، كما هي حال كفر قدوم، فسكان القرية البالغ عددهم نحو 4000 نسمة كانوا يحتجاون إلى 15 دقيقة للوصول إلى مدينة نابلس كمركز حياة هام بالنسبة لهم، لكنهم اليوم يحتاجون لأكثر من 45 دقيقة للوصول.
وقال عدي القدومي: "السبب هو أن الشارع الذي يربط القرية بمدينة نابلس يمر بجانب مستوطنة إسرائيلية تدعى قدوميم، مقامة على أراضي القرية، ولا يريدون إزعاج المستوطنين، ولكنهم في المقابل يعذبون المواطن الفلسطيني".
وعقب الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي اندلعت عام 2000، أغلقت اسرائيل العديد من الشوارع الرئيسة التي تربط المدن والقرى الفلسطينية، فاضطر الفلسطينيون إلى فتح طرق جديدة أو استخدام طرق أطول من أجل التنقل.
ومع مرور الوقت أصبحت الطرق البديلة هي الخيار الوحيد أمام الفلسطينين، ولم يعد بإمكانهم المرور عبر الطرق القديمة التي كانت تأخذ وقتاً أقل.
522 معوقاً لحركة الفلسطينيين
وبحسب تقرير صدر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن هناك أكثر من 70 بلدة ومجمعاً فلسطينيا "يضطر سكانها البالغ عددهم أكثر من 200 ألف نسمة إلى سلوك طرق التفافية، يتراوح طولها بين مثلي إلى 5 أمثال طول الطرق المباشرة المؤدية إلى المدن الرئيسة، ما يؤدي إلى تقويض إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية".
وذكر التقرير الذي صدر عن "أوتشا" مؤخرا وتلقت "العربية نت" نسخة منه: "وبالنسبة لمداخل المدن الرئيسة فإن مدخلاً أو أكثر مغلق أمام حركة مرور الفلسطينيين في 10 من أصل 11 مدينة كبرى في الضفة الغربية".
وأضاف التقرير أنه في عام 2011 هناك 522 معوقاً لحركة الفلسطينيين في الضفة الغربية من حواجز إسرائيلية أو سواتر ترابية أو بوابات حديدية تحول دون تنقل الفلسطينين بسهولة وتؤخر وصولهم إلى مراكز الحياة الرئيسية، هذا بالاضافة إلى الجدار والمستوطنات والتي هي الأخرى عائق أمام الحركة.