[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ي الوقت الذي أثار فيه مقطع فيديو مصور تم تداوله عبر أجهزة الـ«بلاك بيري» مخاوف الكثير من الناس حول تهديد أحد المذنبات لكوكب الأرض، اعتبر خبراء ومختصون ما ورد في المقطع من معلومات مجرد «شائعات» لا يوجد لها أساس من الصحة.
المقطع الذي انتشر مؤخرا عبر شبكة الإنترنت وأجهزة الـ«بلاك بيري»، نسب إلى باحث أميركي يؤكد فيه أن اليوم الـ26 من شهر سبتمبر (أيلول) الحالي سيهدد مذنب «ألينين» كوكب الأرض نتيجة اقترابه منه، الأمر الذي سيحدث اضطرابات في مدار الأرض حول الشمس، فضلا عن حدوث العديد من الكوارث.
الدكتور صالح الصعب المشرف على المركز الوطني للفلك، ذكر أن قوى التجاذبية بين الأجرام السماوية موجودة وضرورية لانتظام حركة تلك الأجرام، إلا أن القوى المعتبرة في التجاذب عادة ما تكون بين الأجرام الكبيرة، مؤكدا أن قوى التجاذب تتناسب طرديا مع كتل هذه الأجرام.
وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «من غير الممكن أن يؤثر المذنّب على الأجرام السماوية الكبيرة بشكل تترتب عليه ظواهر فلكية أو جيولوجية، وخصوصا أن كتلته تعتبر صغيرة جدا مقارنة بالأجرام الأخرى».
وحول ارتباط الفلك بحدوث ظواهر طبيعية أو جيولوجية، أفاد بأن قوى التجاذب بين الأرض والقمر تكون على هيئة مد وجزر في البحار والمحيطات، إلا أنه خلال السنوات الأخيرة ربط البعض الأحداث الزلزالية بانتظام أجرام سماوية مع الشمس والقمر.
وأضاف: «قيل إن هذا الانتظام يترتب عليه وضع استثنائي لتلك الأجرام يجعلها تسبب قوة جاذبية عالية تفوق المعتاد ليظهر أثرها على شكل زلازل أو براكين، غير أن كل تلك الافتراضات غير مؤكدة حتى الآن».
وكانت الجمعية الفلكية في جدة قد نفت صحة المعلومات التي انتشرت على العديد من مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا حول تشكيل مذنب «ألينين» تهديدا على سلامة سكان الأرض خلال الأشهر القادمة، ووجود فرصة لاصطدامه بالأرض أو اقترابه بشكل كبير وتسبب ذلك في حدوث كوارث.
ونفى المهندس ماجد أبو زهرة رئيس الجمعية الفلكية في جدة، صحة ادعاءات اصطدام المذنب بالأرض، أو تسببه في إحداث اضطرابات لمدار الأرض حول الشمس، أو حدوث عمليات مد وجزر غير اعتيادية وعنيفة، أو اضطراب في المجال المغناطيسي حول الأرض.
وأوضح أن مذنب «ألينين»، ورمزه العلمي يعد من المذنبات طويلة الدورة، وخصوصا أنه يستغرق نحو عشرة آلاف سنة لإكمال دورة واحدة حول الشمس، لافتا إلى أنه أحد المذنبات التي جاءت من منطقة تسمى بـ«سحابة أورت» القادمة من خلف الكواكب.
وأشار إلى أن المذنب سيكون في نقطة الحضيض في مداره وفقا للمعطيات المدارية، حيث تعتبر أقرب نقطة له من الشمس خلال الشهر الحالي، ولا سيما أنه سيكون على مسافة تتراوح ما بين 40 و45 مليون ميل، وبعد ذلك يقترب من الأرض في 16 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ليكون عندها على مسافة 21 مليون ميل، حيث تعادل مئات المرات بعد القمر عن الأرض.
وأضاف: «إن هذه المسافة هي أقرب مسافة سيقترب بها المذنب، الذي لن يقترب أكثر من ذلك، في حين يرجح أنه سيكون مشاهدا بالمنظار الثنائي العينية في أحوال جوية جيدة خلال الفترة من شهر أغسطس (آب) حتى أواخر أكتوبر»، مبينا أن مشاهدته تعتمد على مستوى النشاط الذي ستشهده نواة المذنب عند اقترابه من الشمس، ومن ثم يمكن تحديد الطبيعة التي سيكون عليها «ألينين» وإمكانية رؤيته بالعين المجردة.
وفيما يتعلق بكبر حجم مذنب «ألينين»، لفت أبو زهرة إلى أن المذنبات بشكل عام صغيرة الحجم ومغلفة بسحابة رقيقة من الغاز والغبار، مؤكدا في الوقت نفسه أن الطريقة الوحيدة لمعرفة أبعادها الحقيقية تكون من خلال المركبات الفضائية، التي بينت أن العديد من المذنبات، بما فيها مذنب «هالي»، تقل أقطارها عن 10 كيلومترات.
وذكر رئيس الجمعية الفلكية في جدة أن قطر مذنب «ألينين» قد يتراوح بين 3 و4 كيلومترات، الأمر الذي ينفي الاعتقاد بأنه مختلف عن بقية المذنبات، في ظل بلوغ كتلته أقل من واحد على مليار من كتلة الكرة الأرضية، مما يجعل قوة الجذب له صغيرة للغاية، ولا تشكل أي خطورة على الأرض.
وحول ادعاء أن المجال المغناطيسي للمذنب «ألينين» سيتسبب في إحداث تغير شامل في محور دوران الأرض وحدوث زلزال ضخم، أفاد أبو زهرة بأن المذنبات لا تمتلك مجالا مغناطيسيا، إضافة إلى أن المجالات المغناطيسية لا تستطيع تغيير محور الدوران، أو التسبب في حدوث الزلازل، مهما كان حجم المذنب.
واعتبر أن شائعة مذنب «ألينين» فرصة مهمة للفلكيين من أجل رصد ودراسة هذا المذنب الذي يتميز بقدومه من منطقة بعيدة للغاية، إذ إنه بعد اقترابه من الأرض سيعود مرة أخرى إلى أعماق الفضاء، ولن تتاح الفرصة لرصده مرة أخرى إلا بعد مرور آلاف السنين.