..
تنقلب حياة الأسرة من السعادة إلى الشقاء ومن الفرح إلى الحزن والكدر والضيق,
وينشأ الأبناء بنفسيات غير سويّة وذلك عندما يعيشون في دوّامة مشاكل الآباء!!
يقفون في حيرة واضطراب أمام مشاكل والديهم ليس لهم أي حيلة إلاّ الانكفاء بين جدران غرفهم والبكاء بدموع الرعب والحسرات!!
ومنهم من تجده يهرب بذاته ومشاعره وعواطفه خلف أسوار البيت مع الأصدقاء كمحاولة للتخلّص من هذه الدوّامة التي تكاد تعصف بهم!
و السؤال الخطير.. لماذا يعيش الأبناء هذه العزلة و (الانطوائية) عن مشاكل آبائهم ويحاولون الهروب بدل من محاولة الإصلاح؟!
ربما أن ذلك عائدٍ إلى أسباب منها:
جفاف العلاقة العاطفية بين الآباء وأبنائهم.
الأمر الذي يصنع حاجزاً من الرهبة بين الأبناء وآبائهم من أن يجرؤوا على الحديث أو الحوار معهم في أثناء مشاكلهم.
عدم غرس قيمة (الإصلاح) في نفوس الأبناء من صغرهم.
بل تجد على العكس من ذلك من خلال السلوك الذي ينمّي فيهم حب الانتقام وعدم الإصلاح، فمثلاً عندما يختصم الأبناء لا يهتم الوالد أو الوالدة بأن يشجّع المظلوم منهم على التسامح والظالم منهم على الاعتذار.. وهكذا!
عدم تنمية روح الحوار والتحاور مع الأبناء.
النفسيّة (الغضبيّة) عند الوالد أو الوالدة أو كليهما والتجاوب مع هذه النفسيّة بالسباب والشتم أو التكسير والضرب.
إيغار صدور الأبناء على أحد طرفي المشكلة.
فالأم تحاول أن توغر صدر بناتها على والدهم والوالد يحاول أن يكسب اولاده في صفّه، وهكذا تتحوّل الدار إلى حلبة للتصارع ويبقى الأبناء هم (البورصة) التي يتزاحم عليها الآباء!!
هذه الأسباب وغيرها تساعد على تشكيل نفسيّة (الهروب) من مواجهة الأبناء لمشاكل آبائهم ومحاولة الإصلاح.
إن على الآباء أن يغرسوا في نفوس أبنائهم هذه القيمة العظيمة من صغرهم لأنهم في يوم ما سيحتاجون إلى مواقفهم التي سيكون لها دوراً وأثراً كبيراً في إعادة مياه السعادة الأسرية إلى مجاريها، وكم والله هي السعادة بين أفراد الأسرة الواحدة حين لا يخرجون بمشاكلهم خارج محيط الدار!!
~ْْ~