انتبه لغلا وانت رايح للبقاله ، ابشر ياعمي
رد تركي
وهو يمسك بيد غلا ابنت عمه كانت غلا تصغره بخمس سنين
ولكنها كانت تتمتع بجمال الملكات اضف الي ذلك الذكاء الفطري
والشموخ كانت غلا لطيفه وحيويه وكانت تجد المتعه المطلقه في اللعب مع تركي ولد عمها المتوفى
والذي اضطر ابوها لضمه لاولاده لكي يكفل يتمه
نعم كان تركي يتيما ، ولكن تركي ليس يتيم العواطف والمشاعر بل كان يتمتع بالكريزما
والعقل المتقد اضف الى العطف الذي يغزله حول من عاشرونه
تركي باختصار ولد يتمتع بصفات الكبار
كان يستمتع في مصاحبة غلا وهي تطير فرحا بين يديه
كان عمه يأتمنه علي غلا ويحب ان تكون برفقته لانه يعلم من هو تركي
كان من عادت تركي ان يصطحب غلا للمدرسه وكانت غلا تمطره بالاسئله
وهو يجاوب ب أريحيه
وكانت تقول له : تركي ليه الشجر مكتوب عليه قلوب
تركي : لان القلب اذا كتبناه علي جذع الشجره راح يكبر وينحفظ مهما كبرت الشجره
قالت غلا : طيب وقف شوي
غلا اخذت تنحت بالقلم اسمها واسم تركي فوق جذع الشجره
اقترب تركي وهو يضحك ليه تكتبين اسمي
ردت غلا ب براءه : عشان انا احب تركي وتركي يحبني صح ولا لا
اكيد رد تركي وهو يموت من الضحك لم يكن يعلم ان غلا في طور الحب
كان تركي يختلف عن اخوان غلا الثلاثه فقد كان اكبرهم واعقلهم
وكان يحمي غلا من تنمر اخوانها الذكور ، لذلك تجد في حضن تركي
الملاذ الامن لها حيث تنشر احلامها علي حبل طيبة وحلم تركي
غلا تركض بتجاه الطابق العلوي وبيدها ورقه صدفة والدها وهي تركض بالدرج
غلا وين رايحه : والد غلا يصرخ
بعدين ابوي الحين ابي تركي يشوف شي
ردت غلا .
طرقت باب غرفة تركي ودخلت كان تركي يقرأ احد الكتب
مرحبا بالغاليه : اجاب تركي وهو يغلق الكتاب
تركي : وش عندك ياغلا قولي اشوفك متبسمه قولي شوقتيني
ردت غلا وهي تمرجح ركبتيها للامام والخلف وهي تقول:بس وش لي من هديه
تركي اللي تطلبينه
قالت توديني الحديقه قال : ابشري
اظهرت غلا شهادة المتوسط وهي تطير فرحا تركي انا نجحت : قالت غلا
تركي : الف الف مبروك من جد فرحان لك ابشري اليوم نروح الحديقه
قالت اوك
رد تركي اخص وش عرفك ب اوك
ردت وهي تهز منكبيها : صرنا نعرف كل الحركات
تركي : وهو يقهقه اوك
مرت السنوات وتركي يزيد في نظر غلا ويتحول ماكان يعتبر شعور بالاخوه
الي شعور اخر لم تمر به غلا .
كانت في بدايات الثانوي واصبحت لا تشاهد تركي الا من وراء الابوب او حين يقلها لثانويه
طبعا كانت تحادثه وتحلل الساعات التي كانت تحرم منه فيها في خلا العشر دقائق التي
يقلها تركي فيها لثانويه لذلك كانت تسميها ( العشر الذهبيه ).
كان تركي في السنه الاخيره بالكليه وكان علي وشك التخرج
لذلك كان يفكر ان يتزوج وينهي حالت اليتم العاطفي التي تكتنفه
توجهه تركي لعمه وفاتحه بالموضوع كان عمه اشد فرحا منه بذلك فقد كان يحب تركي
بشكل خرافي لذلك رحب بالفكره وتبادر لفكره انه يقصد غلا .
وصل الخبر لغلا بأن تركي يريد الزواج وبدون ان تفهم ايقنت انما تحسه من شعور
تجاه تركي هو الحب وليس الاخوه ولكن كانت تخفي ذلك الشعور .
غريبه اليوم ساكته يالثرثاره قالها تركي وهوفي طريقه الى الثانويه لكي يوصل غلا
كانت غلا تمثل دور الفتاه الرزينه ( وهي ابعد ماتكون عن ذلك ) قالت الله يسامحك يادرايفر
كما يقال ( جابت العيد)
وصلوا لباب الثانويه ونزلت غلا التفت اليها تركي وقال: غلا انتبهي لنفسك وافطري زين .
نظرت غلا وفي عينيها اغرب نظره لتركي وقالت : ان شالله ابشر وانت بعد انتبه لنفسك فديتك <
دخلت غلا الفصل قرع الجرس بدات الحصه قرع الجرس انتهت الحصه وغلا لا تفارق النافذه بالنظرات
كانت تذكر كلمة تركي وهي ترن في مخها
عادت غلا ونامت علي غير العاده بدون ان تتناول طعام الغداء .
عمشه ،عمشه صاح خالد اخو غلا قومي ياعمشا كلي شي ردت غلا : ماشتهي وخر عني ماني خلقك
قال بكيفك
عاد خالد لسفره وتركي موجود قال غريبه امي تقول غلا ماتبي تاكل اليوم رحت صحيتها رفضت
استغرب تركي وقال : عن اذنكم امسك الجوال ودق على رقم غلا الذي يستخدمه لكي يكلمها في الخروج من البيت
رن جوال غلا زحفت بتثاقل وامسكت الجوال وفتحت عينيها بقوه وهي تصيح تركي ووووووووواو
الو هلا تركي ردت غلا
تركي : غلا ليه ماتتغدين قالت الابتغدى بس كنت احل الواجب الحين انزل اكل لقمه
نزلت كالصاروخ وهي تموت فرحا تركي يبيني اكل حبيبي فديته .
امها : غريبه وش صحاك وين اللي ماتبي تاكل وش السالفه قالت غلا: كنت مو مشتهيه والحين اشتهي حرام .
عاد تركي لعمه وقال خلاص ابي اخطب قال عمه طيب بس توها في الثانوي
استغرب تركي وقال : انت تعرف من اللي ابي اتزوجها قال عمه وش تقصد اكيد اعرف غلا من غيرها
صدم تركي وعلم ان ماسوف يقوله سوف يغير كل حياته وسوف يحول حياته للجحيم المطبق
ولكن تركي تعود الصراحه ولا شى غير الصراحه حتى لو كانت سوف تودي بعلاقته بعمه
رد تركي بتنهيده تنم عن الاسف البالغ : عمي انا اشوف غلا زي اختي ومقدر اتخيلها زي زوجتي ابدا
وانا كنت ابيك تخطب لي بنت الجيران امل مو غلا .
عمه وهو يشد علي قبضته تركي انت مثل ولدي وكنت اتخيلك زوج لغلا لاني اعرف انها متعلقه فيك
بس دام انك قلت الحق ابشر .
دخل والد غلا وهي تتلهف ان تسمع كلمة تركي بيخطبك ولكن والدها بعد تمهيد شافي لنفسه وليس لما في نفس غلا
قال : غلا تركي يبي يخطب بنت الجيران وهذا حقه ابيك تصبري وتعقلي
كانت اخر الكلمات مبهمه لدى غلا فقد اصابها مثل الحلم لم تكن تعي من حولها وقفت وابوها يتحدث ودخلت غرفتها
وهي تقول تركي مايحبني ليه ياتركي انا زرعتك حلم سقيته مراهقتي وشبابي لك كنت ادخر كل كلام الحب لك وحدك
ماعمري حبيت البس او اطلع مع احد كنت اقول بكره ياخذني تركي واسوي كل شي لعيونه ولا يوم تحسفت عالطلعه مه اهلي
لاني قلت بكره اطلع مع تركي ولا يوم حضرت حفله او مناسبه واظهرت نفسي للبنات عشان مايخطبني غيرك ياتركي
مافكرت ولا لحظه اني اكون مع غيرك اوحتى بدون ماتكون في حياتي ليه ماعلمتني ياتركي ليه
ليه علقتني فيك خليت حياتي تتمحور حولك وش اسوي الحين كيف راح اصحى وان اعرف اني مو لك وانك لغيري
من وين اجيب فرح لحياتي بعدك .
نامت غلا بعد موجة بكاء كان البيت يشاطرها الالم حتى اخوانها الذين لم يعاملوها كالاخت في بوم احسوا ان غلا تحترق
نعم غلا احترقت بنار الهوى .
بعد يومين ارسلت غلا الي تركي الرساله التاليه :
الى من تركني وليس تركي لست استجديك ولكن اردت ان اذكرك بآنك كذبت علي حينما قلت ان الشجره تكبر وتكبر قلوبنا معها
لقد ذبلت الشجره بالكذب وتحولت الى خواء لذلك ارجو ان لا تكذب علي زوجتك القادمه
لك تحياتي وصدقي
تركي لم يحس ان غلا تعني له شي غير الاخوه وكان صادقا بذلك ولكن بعد ايام من زواجه
وبعد ان تذكر ايام غلا وما كانت تتحفه به من شقاوه وحب ولعب، بدا يعود بالمشاعر للوراء
وتقدم لكي يخطب غلا التي لم يكن يعلم ان جريمتها الوحيده انها احبته بكل صدق ولم ترتكب اي حماقه
لكن كان جواب غلا بدون اي تردد لا اريده
نعم غلا لاتريد تركي من يريد من فتح وختم قلبها في نفس الوقت من علمها الطيران وقص اجنحتها من احبته بعمق فطعنها في الاعمق
لم يصدم تركي ولكن لازال يعلم ان من اكبر هفوات حياته انه لم ينتبه لحب غلا رغم انه كان جليا وواضحا للعيان
مازالت غلا تعيش في حلم يومي ترسم وتكتب الخواطر لليوم لم تنسي تركي ولذلك تركت شواطي الحب لكي تبحر في حريه وتكون بدون قيود
انسانيه وشاعريه
لذلك انتبه لمن حولك فقد تجد من يحبك وانت لست منتبه اعطه نفس مايعطيك وحلق معه الي ارض المعجزات